«معركة طرابلس» تقترب بعد سيطرة الثوار على ٣ مدن

«معركة طرابلس» تقترب بعد سيطرة الثوار على ٣ مدن


انضم عبد السلام جلود، الرجل الثانى السابق فى النظام الليبى، أحد المقربين من العقيد معمر القذافى، إلى صفوف الثوار، الذين أعلنوا تحقيق تقدم عسكرى كبير فى طريقهم إلى العاصمة طرابلس، معقل النظام الليبى، حيث أعلنت المعارضة الليبية سيطرتها على ٣ مدن استراتيجية، أحدثها مدينة البريقة النفطية التى سقطت صباح أمس، بعد معارك شرسة ضد القوات الموالية للقذافى، فيما نفت الحكومة الليبية هذه الأنباء، وأكدت أن لها «اليد العليا» فى مدينتى زليتن والزاوية.

وقال المتحدث العسكرى باسم الثوار العقيد أحمد عمر بنى إن «(جلود) غادر طرابلس وانضم الى الثوار»، وتابع «لدواع أمنية لا نستطيع أن نكشف مكان وجوده حالياً». صفيما أفادت أنباء أخرى أنه سافر الى إيطاليا كان جلود من أقرب القريبين من القذافى واعتبر، لوقت طويل، الرجل الثانى فى النظام قبل أن يتم استبعاده اعتبارا من ١٩٩٠ إثر خلافات مع القذافى. ومارس جلود مهام رئيس الوزراء بين ١٩٧٢ و١٩٧٧، وتولى العديد من المناصب الرسمية، وكان من أبرز الضباط الذين شاركوا فى ثورة الفاتح من سبتمبر، التى قادت العقيد القذافى إلى السلطة، ولكن بعد خلافات مع القذافى تم استبعاد جلود الذى انسحب من الحياة السياسية وأبقى قيد الإقامة الجبرية أعواماً عدة.

ورغم أن جلود مستبعد من النظام، فإن فراره يشكل إخفاقاً جديداً وضربة نفسية للقذافى، الذى تراجعت قوته فى الأيام الأخيرة مع تقدم الثوار.

وعسكرياً، قال أحمد بانى، المتحدث باسم قوات المعارضة، إن السيطرة الكاملة على مدينة البريقة الصناعية النفطية المهمة تحققت أخيرا صباح أمس، وتعتبر السيطرة على البريقة نصراً مهما للمعارضة لأنها تضم ثانى أكبر مجمع هيدروكربونى، حيث تصب أنابيب النفط الرئيسة النفط لتكريره.

فى وقت سابق، أعلن الثوار الليبيون تحقيق تقدم كبير مع سيطرتهم على مدينتى زليتن والزاوية فى طريقهم إلى طرابلس، كما سيطر الثوار على مصفاة الزاوية، وهى مصدر أساسى للوقود بالنسبة للعاصمة.

وأعلن الثوار أنهم سيطروا عصر الجمعة على «زليتن» شرق طرابلس، التى كانوا شنوا عليها هجوماً واسعاً ابتداء من الصباح لإخراج قوات القذافى منها، وقال مسؤول فى المركز الإعلامى للمجلس العسكرى فى مصراتة إن «زليتن باتت تحت سيطرة مقاتلينا»، وأضاف: «لكن المعارك لم تتوقف فيها بعد»، كما أعلن الثوار أسر العقيد عمران على بن سليم، مدير الاستخبارات فى المدينة، فيما قال متحدث باسم الثوار إن ٣٢ من مقاتلى المعارضة قتلوا فى الاشتباكات وإن ١٥٠ آخرين أصيبوا.

كذلك، أعلن الثوار الليبيون أنهم باتوا يسيطرون على الزاوية غرب طرابلس - التى تعد العقبة الكبرى الأخيرة بين الثوار والتقدم باتجاه طرابلس من الغرب، وهتف الثوار «الزاوية تحررت» بعد أن سيطروا على مستشفى المدينة الضخم.

فى المقابل، نفى موسى إبراهيم، المتحدث باسم الحكومة، جميع التقارير التى تتحدث عن سقوط زليتن والزاوية فى أيدى قوات المعارضة، معتبراً أن قوات القذافى «لها اليد العليا» فى كل من المدينتين، واصفاً المعارضة بـ«عصابات المتمردين».

فى الوقت نفسه، واصل حلف شمال الأطلنطى «الناتو» غاراته على طرابلس. وتم، فجر أمس، قصف أهداف عدة، بينها مقر إقامة رئيس استخبارات النظام وصهر القذافى عبدالله السنوسى، الذى صدرت بحقه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية منذ بداية الثورة، لكن الحلف نفى أنباء أعلنها فى وقت سابق عن مقتل السنوسى فى الغارة.

واستهدفت غارات الناتو أيضاً حى باب العزيزية، حيث مقر إقامة القذافى فى وسط طرابلس، إضافة إلى مركز للشرطة القضائية.

وتقول صحيفة «جارديان» البريطانية إن «طرابلس باتت فى مواجهة هجوم قوات المعارضة الليبية من ٣ جبهات، الجنوب والشرق والغرب، بعد أن حققت هذه القوات إنجازات وانتصارات مهمة فى الأيام الأخيرة»، معتبرة أن «قبضة القذافى بدأت تضعف شيئاً فشيئاً»، حيث أصبحت قوات المعارضة تسيطر على نحو ثلاثة أرباع مساحة ليبيا.

وبينما نقلت قناة «الجزيرة» عن عبدالحفيظ غوقة، عضو المجلس الوطنى الانتقالى، أمس الأول، قوله إن طائرة فنزويلية حطت بمطار «جربة» جنوبى تونس، لتقل أفرادا من عائلة القذافى إلى العاصمة الفنزويلية كراكاس، ونقلت شبكة «إن بى سى» الأمريكية عن تقارير استخبارية أمريكية قولها إن القذافى «يستعد للمغادرة إلى تونس مع عائلته خلال أيام»، نفى المسؤولون الليبيون فى طرابلس صحة تلك المعلومات، وأكدوا أن الزعيم الليبى وأسرته لا يفكرون فى مغادرة البلاد.